بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله ذي العزة والكبرياء الذي خلق الزمان وفصل بعضه علي بعض فخص بعض الشهور والأيام بمزايا يعظم فيها الأجر ويكتر الفضل(وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالي عما يشركون)القصص:٦٨وصلي الله وسلم وبارك علي محمد خاتم الأنبياء،وعلي أله وصحبه الأتقياءوبعد..فإن مواسم الخيروالبركات،وأسواق الآخرة ورفع الدرجات لاتزال تتوالي علي هذه الأمة المرحومة ،ومن فضل الله عليها أن أكرمها بعشر ذي الحجة.لقدورد في فضلهاأدلةمن الكتاب والسنة منها:١لعظمها ومزية فضلها أقسم جل وعلا بها في كتابه العزيز(والفجر١وليال وعشر)[الفجر:٢،١قال ابن كثير في تفسيره ((المرادبها عشرذي الحجة)).كما قال ذلك ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم.٢قال تعالي:ويذكروا اسم الله في أيام معلومت)[الحج٢٨].قال ابن عباس رضي الله عنه:أيام العشر)رواه البخاري معلقا مجزوما به.٣أخبرالصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم فيمارواه ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلي الله من هذه الأيام العشر))قالوا:يارسول الله ولاالجهاد في سبيل الله?قال:ولا الجهاد في سبيل الله إلارجل خرج بنفسه وماله،ثم لم يرجع من ذلك بشئ))[أخرجه البخاري].قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (٥٣٤/٢)والذي يظهر أن السبب في امتياز عشرذي الحجه لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه.وهي الصلاة والصيام والصدقة والحجة ،ولايأتي ذلك في غيره.وفيها يوم عرفة الذي قال فيه صلي الله عليه وسلم:مامن يوم أكثرمن أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من النارمن يوم عرفة))[أخرجه مسلم خاتمتها يوم النحر ثم يوم القر اللذين قال فيهما النبي صلي الله عليه وسلم:أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر))[أخرجه أبو داود والحاكم].ويوم النحر هو يوم الحج الأكبر وهو يوم العيد،ويوم القر هو الغدمنه الأعمال الصالحة فيها لها شأن عظيم.فعلي المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحه،والأذكار النافعة،وفي ذلك فليتنافس المتنافسون،وليتسابق المفلحون.مايستحب فعله في هذه الأيام:علي المرء أن يجتهد ويكثر من التقرب إلي الله بجميع الاعمال الصالحة فإنها مضاعفة ومباركة في هذه الأيام،لخصوصية الزمان ومن هذه الأعمال:١الصلاة:المحافظة والمواظبة علي الصلوات المفروضة،والإكثار من النوافل:روي ثوبان رضي الله عنه قال:قلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة فقال صلي الله عليه وسلم:[ثم عليك بكثرة السجود لله فإنك لاتسجدلله سجدة إلارفعك بهادرجة وحط عنك بهاخطية](أخرجه مسلم).وعن ربيعةبن كعب قال:كنت أبيت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فأتيته بوضوته وحاجته فقال لي:سل فقلت:أسالك مرافقتك في الجنة.قال:ذلك،قلت:هو ذاك،قال:أعني علي نفسك بكثرةالسجود))[أخرجه مسلم].٢الصيام:فقدروي أصحاب السنن والمسانيد عن حفصة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان لايدع صيام عاشوراء والعشر،وثلاثة أيام كل من شهر .فعن هنيدة بن خالد،عن امرأته،عن بعض أزواج النبي صلي الله عليه وسلم قالت:[[كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة،ويوم عاشوراء،وثلاثة أيام من كل شهر،وأول إثنين من الشهروالخميس]]((رواه أبو داود والنسائي،وصححه الألباني في صحيح أبي داود٤٦٢/٢).وكان أكثرالسلف يصومون العشر،منهم:عبدالله بن عمر والحسن البصري وابن سيرين وقتادة،ولهذااستحب صومهاكثيرا من العلماء،ولاسيما يوم عرفة لغيرالحاج الذي يكفر صيامه السنة الماضية والقادمة.فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال:سئل رسول الله صلي الله علية وسلم عن صوم يوم عرفة،قال:[[يكفر السنه الماضية والباقية]](رواه مسلم). ٣-الحج:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:[العمرة إلي العمرة كفارة لمابينهما،والحج المبرورليس له جزاء إلا الجنة](متفق عليه).والحج المبرور:هو الذي لايخالطه شئ من الأثم،أوالذي تظهر ثمرته علي صاحبه بأن يكون حاله بعده خيرا من حاله قبله.٤-التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير:فعن ابن عمر يرفعه:[مامن أيام أعظم ولا أحب إلي الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكتروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد]].(أخرجة أحمد بسند صحيح).يقول ابن القيم رحمه الله:أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراالله.وقد أخرج البخاري معلقا مجزومابه عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلي السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.والتكبير المشروع في أيام العشر علي قسمين:القسم الأول:[تكبير مطلق]يبدأمن ليلة أول يوم من ذي الحجة.ويسن جهرالرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت;إعلانا بتعظيم الله تعالي،وإظاهرا لعبادته وشكره،والمرآة إذا كانت وحدها;لأنها مأمورة بإسرار الصوت. القسم التاني:[تكبير مقيد]وهوالذي عقب صلاة الفريضة.وقد حكي النووي في المجموع[٣٢/٥]إجماع العلماء علي مشروعية التكبير المقيد في الأضحي.يقول الشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي[٢٢٠/٢٤]:[‏‎ ‎أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة،أن يكبر من فجر يوم عرفة إلي آخر أيام التشريق،عقب كل صلاة،ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلي العيد،وهذا باتفاق الأئمة الأربعة]] صفة التكبير:وردت عدة صيغ في التكبير عن السلف،منها:ماجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول:[الله أكبر،الله أكبر،لاإله إلاالله،والله،أكبر،الله أكبر ولله الحمد](رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح)،قال شيخ الأسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي[٢٢٠/٢٤]:[هذه الصفة هي المنقولة عند أكثر الصحابة]وفي رواية أخري عن ابن مسعود وابن عباس أيضا بتثليث التكبير. ‏٥-ومن ذكر الله تعالي:قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفكر;لأنه من أعظم مايذكر الله تعالي به،وأفضل مايتقرب به إلي المولي جل وعلا،يقول سبحانه وتعالي(إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممارزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)[فاطر:٣٠،٢٩]وقال صلي الله عليه وسلم:[من قرأحرفا من كتاب الله فله به حسنة،والحسنة بعشر أمثالها،لاأقول:آلم حرف،ولكن:ألف حرف،ولام حرف،وميم حرف)).[رواه البخاري في التاريخ الكبير والترمذيو الحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم٦٤٦٩]. ‏٦-الصدقة وصلة الأرحام:‏‎ ‎صح عنه صلوات الله وسلامه عليه:[ثلاثة أقسم عليهن مانقص مال عبد من صدقة]](أخرجه الترمذي].ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلاظله ذكر النبي صلي الله عليه وسلم منهم:[ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لاتعلم شماله ماتنفق يمينه](متفق عليه].وإذا كانت الصدقة للأرحام كانت صدقة وصلة رحم. ‏٧-ومن الأعمال التي ينبغي استغلال العشر بهاأيضا:الدعاء بخيري الدنيا والأخرة لك وللمسلمين;لقوله تعالي:وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)[غافر:٦٠]وقال سبحانه وتعالي:[وإذاسألك عباي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون](البقرة:١٨٦).وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده،أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:[خيرالدعاء دعاء يوم عرفة،وخير ماقلت أناوالنبيون من قبلي:لاإله إلا الله وحده لاشريك له،له الملك،وله الحمد،وهو علي كل شئ قدير]((رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي برقم٢٨٣٨). وصح عنه صلوات‎ ‎الله وسلامه عليه: ‏(الدعاء هو العباده).. ..أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. .8.بيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك:عليك أخي الحبيب أن تحت أهل بيتك وأقاربك ومن يليك علي الخير وأن تنبههم وتذكرهم وتشجعهم علي تعمير هذه الأيام فالداعي إلي الخير كفاعله. (ورب مبلغ أو عي من سامع). ولا يكتمل إيمان المرء حتي يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه فالذكري تنفع المؤمنين. وبأي عمل آخر يحبه الله ورسوله فأعمال الخير لا تحصي كثره والسعيد من وفق في ذلك... *كيف نستقبل مواسم الخير:- 1‏_محاسبة النفس: قال تعالي: ‏(يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقول الله إن الله خبير بما تعملون).. قال ابن القيم:المقصود من هذا النظر:ما يوجبه من كمام الإستعداد ليوم المعاد وتقديم ما ينجيه من عذاب الله ويبيض وجهه عند الله. ‏2-التوبه النصوح والإكتار من الإستغفار:قال تعالي (ومن لم يتب فأولئك هم الضالمون) وقال: ‏(وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) قال ابن القيم: ‏(قسم الله العباد تائب وظالم وما تم قسم تالت البته . . . وما يرجو الفلاح إلا التائبون). فالبدار البدار أخي الحبيب بالإجتهاد والمحافظه علي الفرائض والسنن الرواتب والذكر والمحروم من حرم هذه الأجور العظيمه والمضاعفات الكبيره في هذه الأيام المعلومه التي نطق بفضلها القرآن. ونادي بصيامها وأعمارها بالطاعات والقربات رسول الإسلام وتسابق فيها السلف الصالح والخلف الفالح فما يدرك كله لا يترك جله وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله ف عشر الأضحي) قيل:ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشي. قال القاسم بن أبي أيوب: (وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتي ما كاد يقدر عليه). روامي الدارمي والطحاوي والبيهفي ف شعب الإيمان وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب2/31. وإن فاتك بعض هذه الأيام فيما مضي فعليك أن تستدرك ما بقي وأن تعوض ما سلف. يقول ابن رجب: ‏(من فوائد مواسم الطاعه سد الخلل واستدرك النقص وتعويض ما فات). فأبواب الخير كثيره كالحج والعمره والأضحيه والزكاه والصدقه وصلة الأرحام وبر الوالدين والسعي في قضاء حوائج المسلمين وغيرها من أفعال البر والخير. فيا أيها المسلمون:‏ هذه أيام عشر قد أقبلت فهم من مشمر؟ وهذه نفحات من المولي الكريم قد أزفت فهل من متعرض لها؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم : (افعلو الخير دهركم وتعرضوا لنفخات رحمه الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلو الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم) ‏‎ ‎‏. رواه الطبراني في الكبير من حديت أنس رضي الله عنه وحسنه الألباني في الصحيحه برقم 1890... نسأل الله أن ييسرنا لليسري وأن ينفعنا بالذكري وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد بن عبد الله وآله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين . وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين للمزيد من الدروس والبرامج الإسلامية أرجوا زيارتنا علي هذا الموقع . http://www.aljorane85.mw.lt/